منتديات الثقافة و الأدب

عضو متقدم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حوار بين حكيم و ملك؟!! Al-mofakreen-al3arab-2c4442b5f6

لقائنا اليوم مع الطبيب العربي الحكيم ( الحارث بن كلده )

المراد من هذا الطرح هو العظه والإستفاده من ذلك الحوار

الذي دار بينه وبين ملك الفرس كسرى ( انوشروان )

-----

لما وفد الحارث بن كلده على كسرى أذن له بالدخول عليه

فلما وقف بين يديه قال له : من أنت ؟ قال : أنا الحارث

بن كلده الثقفي . قال : فما صناعتك ؟ قال الطب . قال أعربيٌ أنت ؟

قال : نعم من صميمها . قال : فما تصنع العرب العرب بطبيب ٍ مع

جهلها وضعف عقلها وسوء أغذيتها ؟! قال : أيها الملك إذا كانت

هذه صفتها كانت أحوج إلى من من يُصلح جهلها ويقيم عوجها ويسوس

أبدانها فإن العاقل يعرف ذلك من نفسه ويميز موضع ذاته ويحترز

عن الأدواء كلها بحسن سياسته لنفسه . ولا غنى ً لابن آدم عن الطب !

فاستوى كسرى جالسا ً وقال لجلسائه : إني وجدته راجحا ً ولقومه

مادحا ً وبفضيلتهم ناطقا ً وبما يورده من لفظه صادقا ً وكذا يعقل

من أحكمته التجارب . ثم أمره بالجلوس فجلس وقال له : كيف بصرك
بالطب ؟ قال : ناهيك ( بمعنى غاية ما تطلب ) . قال : فما أصل

الطب ؟ قال : الأزم .قال : فما الأزم ؟ قال : ضبط الشفتين والرفق

باليدين ( يقصدالأخلاق وتجنب الحرام ) . قال : أصبت يا عربي .

ثم سأله عن الداء الفاني ؟ فقال : إدخال الطعام على الطعام هو

الذي يفني البريه ويهلك السباع الضاريه . قال : أصـبت .

ثم قال : فما الجمرة اللتي تصطلم منها الأدواء ؟ قال : هي التخمه

إن بقيت في الجوف قتلَت وإن تحللت أسقمت ! . قال : صدقـت

ثم قال : فما تقول في الحجامه ؟ قال : من نقصان الهلال في يوم ٍ

صحوٌ لاغيم فيه والنفس طيبه والعروق ساكنه ومن سرور يفاجئك وهمٌ

يباعدك . قال : فما تقول في دخول الحمام ؟ قال : لا تدخله شبعان .

قال : فما تقول في الدواء ؟ قال : مالزمتك الصحة ِ فاجتنبه !!

قال : فما تقول في الشراب ؟ قال : لا تشربه صرفا ً فيورثك صداعا ً

ويثير عليك من الأدواء أنواعا ً . قال : صدقت وأفضت يا عربي .

ثم قال : فاحمل لي الحار والبارد في أحرف ٍ جامعه قال : كل حلو

حار وكل حامض ٍ بارد وكل حريف حار وكل معتدل ِ بارد وفي المر
حارٌ وبارد . قال : أفتأمر بالحقنه ؟ قال : نعم قرأت في بعض كتب

الحكماء أن الحقنة تنظف الجوف وتكسح الأدواءَ عنه والعجب لمن

إحتقن كيف يهرم ؟! قال : فأي اللحمان أفضل ؟ قال : الضأن الفتي

والقديد المالح مُهلك . قال : فما تقول في الفواكه ؟ قال : كُـلها

في أمثالها وحين أوانها واتركها إذا أدبرَت وولت وانقضى زمانها .

وأفضل الفواكه الرمان والأترج وأفضل الرياحين الورد والبنفسج

قال : فما تقول في شرب الماء ؟ قال : هو حياة البدن وبه قوامه

ينفع ماشرب منه اشرب منه بقدر وشربه بعد النوم عظيم الضرر !

قال فعلى كم جُبِل هذا البدن ؟ قال : على أربع طبائع المرة السوداء

وهي بارده يابسه والمرة الصفراء وهي حارة ٌ يابسه والدم وهو

حارٌ رطب والبلغم وهو بارد رطب . قال : فلِم لم يكن من طبع واحد ؟

قال : لو خلق من طبع ٍ واحد لم يأكل ولم يشرب ولم يمرض ولم يهلك .

قال : فما الحميه ؟ قال : الإقتصاد في كل شئ .

وهنا قال كسرى : لله درك من أعرابي لقد أعطيت علما ً وخصصت

فطنة ً وفهماً وعقلا ً و حكمة ً . ثم قبله بين عينيه وأمر له بالعطايا

----------------

إخواني . أعلم أن طرحي طويل . ولكني أوردته كله لكي نستفيد

منه كلنا . فعذرا ً على الإطاله .

وأرجو أن ينال طرحي المتواضع إعجابكم

عضوة ملكية

تسلم علي قصه والحكمه الرائعه

طرح مميز تسلم اياديك

- اوسمتي
  :
  
  اوسمة (جوليا)

مراقب عام

موضوع جد مميز بارك الله فيك

» حوار مع دمعة
» حوار مع ملك الموت
» حوار بين قلم وممحاة
» حوار بين العلم و العقل
» حوار بين الألم و الأمل

منتديات الثقافة و الأدب

منتدى الثّقافة العامّة

حوار بين حكيم و ملك؟!!

حوار بين حكيم و ملك؟!!

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة