نتسـامى بأخـلاق الإسـلام !!
تلك
نعوت من الأعداء تشين في حق أمة مؤدبة بدينها .. أمة لا تسب الأنبياء .. ولا تسيء
للرسل .. بل أمة تحب في أعماقها أولئك الاصطفاء الأخيار .. ذلك الدين الذي أدبنا
ومنعنا من سب الأديان وأهلها .. بل يفتح الخيار أمام من لا يريد صفنا بأن له دينه
ولنا ديننا .. ذلك هو الإسلام دين السماحة والفضيلة والأخلاق .. أراد البعض من صغار
العقول أن يشعل فتنة الأديان على جهالة .. وكانوا يريدونها حرباً عندما فاضوا في
تلك التجربة المشينة ومحاولة الإساءة لرسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) بتلك
الرسوم المسيئة البليدة .. وكانوا يتوقعون أن نأخذ مسار المناوشة بالرد رسماً برسم
وقذارة بقذارة مثلها .. واستعد البعض لخوض معركة للدفاع عن أديانهم والدفاع عن رسوم
مسيئة من المسلمين عن عيسى ( عليه السلام ) أو عن موسى ( عليه السلام ) وهم يجهلون
بغباء فائق بأن هؤلاء الرسل هم في حدقات عيون المسلمين .. ونحن نحبهم كثيراً بجانب
رسولنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وبجانب باقي الأنبياء والرسل .. بل نحن ملزمون
بالإيمان بهم .. فلا نسبهم ولا نسيء إليهم .. أما أعداء الأمة فمنذ الأيام الأولى
لظهور الإسلام كانوا على إصرار بأن الرسالة السماوية كان حدها برسلهم ولا جديد دين
بعد ذلك .. جعلوا الأمر شأناً حسب مطامعهم .. ونسوا أن الرسالات السماوية هي لرب
حكيم .. ونحن أمة دين عظيم قائدها أفضل الرسل محمد ( عليه أفضل الصلاة والتسليم )
.. خاتم الأنبياء والرسل .
السلوكيات في ديننا كلها
سمحة وغير جارحة للآخرين .. بالرغم من تلك النعوت بالإرهاب وبقتل الأبرياء .. فنحن
لا نعتدي على الآخرين إطلاقا .. وذلك بأوامر ديننا الذي يمنع ذلك ( والله لا يحب
المعتدين ) .. فنحن الأنفس محرمة علينا إلا بحقها .. سواء كانت لمسلم أو لغير مسلم
.. ولكن ذلك لا يعني أن يكون قتل الأبرياء من المسلين مباحاً للأعداء دون الدفاع
عنهم .. ولكن إذا دافعنا عن أنفسنا نعتنا ووصمنا البعض بالإرهاب .. يريدون منا فقط
أن نستسلم لشريعة هم وضعوها لأجندة ذات مآرب وفتن .. الخلاف بيننا وبينهم أننا لا
نقبل الظلم ولا نقبل فرض الواقع بقوة المقدرة .. وفرض سياسة الإخضاع لشريعة القوي
الذي يملك الساحة .. تلك المحاولة الفاشلة القائمة منذ عشرات السنين في مناطق
المسلمين .. محاولين فرض الواقع بقوة السلاح .. ينفقون المليارات من الدولارات ثم
يجدون بعد تلك السنين أن المعضلة ما زالت قائمة .. وأن المسلمين أشد قتالاً وأكبر
عدداَ .. بل أن تعداد الأمة الإسلامية يزداد ولا ينقص .. ثم تعالوا إلى وقفة تعجب
.. العدو اليوم يملك البر والبحر والفضاء .. وأعراضنا مكشوفة تحت أجهزتهم ومواقعنا
كذلك بدرجة أنهم يستطيعون أن ينالوا من أي مسلم في أي بقعة في الأرض .. وهناك
التصفيات الجسدية لمئات الأبرياء وهم في طرقاتهم بواسطة الطائرات بطيار أو بغير
طيار .. كل ذلك تحت غطاء محاربة الإرهاب .. والسؤال من هو الإرهابي اليوم في ساحة
العالم !! الذي يقتل براً وبحراً وجواَ !! أم ذلك المسلم الذي يصر أن لا يحيد عن
دينه قيد أنملة .. وتلك هي الطعنة المؤلمة التي يحسون بها في أعماقهم .. قتلوا
الملايين من المسلمين تحت حروب واحتلال دول إسلامية وما زالوا .. وأحلامهم في
الأعماق أن يشاهدوا الانتكاسات في عقائد المسلمين بالردة وهجر الإسلام بالملايين ..
وتلك أحلام واهية بعيدة المنال .. لأن الذي يتذوق طعم ذاك الدين يحس بحلاوة النور
الرباني .. ويحس بقيمة حياة هنا في الدنيا براحة النفس .. ويأمل هناك في الآخرة
بلقاء رب عظيم كريم .. ثم يطمع في جنة عرضها السموات والأرض .. وقد كان هناك من
الأعداء من اجتازوا عتبة الإسلام ليحاجوا أهله على علم بالإسلام ثم وجدوا أنفسهم
فجأة في مروج خضراء وواحة وسط عالم موبوء بالجدب والقحط والتيه والضياع .. ثم كانوا
بعد ذلك أشد حباً للإسلام بعد أن كانوا أكثر المحاربين له .. فالاسلام هو دين
المعاملة الطيبة .. ودين المحبة .. ودين السلوكيات الحميدة .. حيث لا فواحش ولا
منكرات ولا تعديات على حرمات الآخرين .. ونعم الجار هو ذلك المسلم الذي يقدس الجوار
.. وأخلاقيات المسلم في قمة الأمم .. والمسلم عزيز بنفسه وبدينه وبشرفه وبسلوكياته
. وسوف ينفقونها بالمليارات لمحاربة الإسلام ثم تكون في النهاية حسرة عليهم وندامة
.. قال الله
تعالى { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى
أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر
عيسى محمد أحمد