جددت مدينة تيزي وزو، فجر أمس، العهد مع التفجيرات الإرهابية الانتحارية التي أصبحت منذ سنوات مرتبطة بفصل الصيف . ويعد انفجار أمس، الأعنف من نوعه بعد ذلك الذي استهدف مبنى مقر الاستعلامات العامة لأمن ولاية تيزي وزو شهر أوت من العام .2008 وعلمت '' الخبر '' من مصادر متطابقة أن السيارة التي تمت بها العملية الانتحارية وهي من نوع ''تويوتا هيلوكس'' انتزعها إرهابيون من صاحبها في حدود منتصف الليل ، ساعات قليلة قبل وقوع العملية الانتحارية، وقامت العناصر الإرهابية باحتجاز صاحب السيارة والذي لم يطلق سراحه إلا بعد العملية، حيث تكون مصالح الأمن قد استمعت إليه، كما ترددت أخبار تشير إلى أن السيارة انطلقت من ضواحي بني دوالة.
في تمام الساعة الرابعة من صباح أمس، أنهى مواطنو مدينة تيزي وزو وجبة السحور على وقع انفجار انتحاري وصل صوته إلى محيط 20 كلم وهو ما يبين ارتفاع كمية المتفجرات التي وضعت داخل السيارة، حيث هرع سكان مختلف الأحياء نحو وسط المدينة وانتاب الذعر القاطنين في شارع لعمالي أحمد المؤدي نحو مستشفى المدينة ومنه إلى ملعب أول نوفمبر ، حيث تضررت منازلهم بشكل كبير، كما تهشّم زجاج النوافذ واقتلعت حتى إطارات النوافذ والأبواب، وعاش قاطنو الحي مشهدا لن ينسوه. وفي هذا الصدد يقول أحد السكان ''كنت نائما واستيقظت على وقع انفجار أحسست في تلك اللحظات أن العمارة تتحرك''. وقال آخر ''لم أكن أتصور أن نبقى أحياءا بعد ذلك التفجير ولم أكن أتخيل أن أجد العمارة قائمة''. ولم يسلم تجار الحي من العملية، حيث أصيبت معظم المحلات التجارية بأضرار بليغة.
وتأتي هذه العملية متزامنة مع شهر رمضان المعظم والذي تعرف فيه المدينة حركة كثيفة خصوصا في الليل، وهي الحركة التي ستتأثر دون شك، خصوصا وأن المواطنين الذين يترددون على شوارع المدينة في السهرات الرمضانية هذا العام أرجعوا ذلك إلى''الحضور الكثيف لأعوان الشرطة واستتباب الأمن'' . كما يمكن أن تتأثر كذلك السهرات الفنية المبرمجة، خصوصا أن دار الثقافة التي تأوي يوميا هذه السهرات تقع على بعد أمتار من موقع الانفجار.
وكانت العملية الانتحارية ستخلّف حماما من الدماء لو وقعت أثناء السهرة، حيث يعد شارع لعمالي أحمد أحد الشوارع التي تعرف زحمة مرورية بسبب كثرة تردد المواطنين به من الولاية ومن خارجها، لاحتضانه عدة مصالح حيوية في مقدمتها مستشفى المدينة. العملية الانتحارية التي هزت تيزي وزو، فجر أمس، استهدفت مبنى الأمن الحضري الأول والذي يأوي في نفس الوقت مصلحة الاستعلامات العامة لأمن ولاية تيزي وزو، وهي المصلحة التي استهدف مقرها شهر أوت من عام 2008 حينما فجّر انتحاري نفسه في المدخل الخلفي للمبنى الذي تحطم عن آخره، حيث تقرر وقتئذ نقل المصلحة إلى مبنى الأمن الحضري الأول الذي تم استهدافه فجر أمس.
مصالح الأمن كانت في وضع غير عادي منذ أيام
عمدت مصالح الأمن بمدينة تيزي وزو، منذ أيام قليلة ومثلما أشارت إليه ''الخبر'' في أعدادها السابقة، إلى إعادة غلق بعض الطرق التي تم فتحها في إطار تدابير رفع حالة الطوارىء وذلك منذ التفجيرين اللذين هزا مدينة برج منايل بولاية بومرداس المجاورة في 16 جويلية المنصرم، حيث تم تشديد الرقابة وتنصيب نقاط مراقبة في مختلف أنحاء وأحياء المدينة، كما اتخذت مصالح الأمن إجراءات وتدابير احترازية تشير بوضوح إلى أن مصالح الأمن تكون قد تلقت معلومات حول تهديدات إرهابية محتملة تحضّر في المنطقة. ويعيد تفجير أمس، إلى الأذهان تصاعد وتيرة النشاط الإرهابي بولاية تيزي وزو كل صيف. ويفسر متابعون للوضع الأمني الأمر بكون منطقة القبائل تشهد في الصيف حركة قوية بدخول أبناء المنطقة سواء القاطنين في المدن الجزائرية الأخرى أو خارج التراب الوطني، وهو ما قد يساعد العناصر الإرهابية على العبور دون إثارة الانتباه.