مناجاة حزين في أحد أيام البرد القارس وسكون ليل دامس الكل نيام في جوف الليل صمت رهيب لاحراك لايُسمعُ فيه إلاّصفير الريح ونعيب البوم هناك.....بعيداً عن وحشة الظلام نور يسطع من بيت عتيق شدني إليه كثرة الفضول حدّتني نفسي....هناك ماذا يكون؟ فما وجدتُني إلاّوخطاوتي تتجه إلى البيت العتيق أقتربت ثم اقتربت... وكلما أقترب أسمع صوتا جشياً فإذا بي على مقربة من البيت العتيق أُنصِّب عيني على زجاج النافدة لمحت أمرأة عجوز تضيء ظلمتها بضوء قنديل عتيق رافعة يديها إلى السماء تناجي رب الكون شاخصة بصرها في حزن وشجون وبصوت خفي تقول: أناجيك يا موجوداً في كل مكان لعلك تسمع ندائي فقد عظم جرمي وقل حيائي مولاي مولاي اي الأهوال اتذكر وايها انسى ولو لم يكن الا الموت لكفى كيف ومابعد الموت اعظم وأدهى مولاي مولاي حتى متى وإلى متى اقول لك العتبى مرة بعد اخرى ثم لا تجد عندي صدقاً ولا وفاء فيا غواثاه ثم و اغواثاه بك يا الله من هوى قد غلبني ومن عدو قد استكلب علي ومن نفس امارة بالسوء إلا مارحم ربي اللهم ان كنت رحمت مثلي فارحمني وان كنت قبلت مثلي فاقبلني يا قابل السحرة اقبلني يامن لم ازل اتعرف منه الحسنى يا من يغذيني بالنعم صباحاً ومساء ارحمني يوم آتيك فرداً شاخصاً إليك بصري مقلداً عملي قد تبرأ جميع الخلق مني نعم وأبي وأمي ومن كان له كدي وسعيي إلهي ان لم ترحمني من ذا الذي يرحمني ومن يؤنس في قبري وحشتي ومن ينطق بلساني اذا خلوت مني وسائلتني عما انت اعلم به مني فعفوك عفوك يا مولاي قبل جهنم والنيران عفوك عفوك يا مولاي قبل ان تغل الأيدي إلى الاعناق يا ارحم الراحمين وخير الغافرين والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين نسألكم الدعاء