معلومــــــــــاتي Azzedineصورة شخصية عضو متقدم
| موضوع: وللحيوانات في الشعر نصيب!!! 16.06.11 18:27 |
| الرثاء جانب مهم من أغراض الشعر عموما , وللعرب اهتمام خاص به لكثرة احزانهم ومآسيهم, وتعلقهم الروحي بموتاهم, وفي السطور القادمة نتعرف على نوع مختلف بعض الشيء من قصائد الرثاء .. والموتى!! يوم بأول يوم الحشر متصل....ومقلة ابدآ إنسانها خضل وهل الألم وقد لا قيت داهية....ينهد لوحملتها بعضها الجبل ؟! ... مطلع قصيدة رثائية أنشدها الشاعر الدمشقي ابن غين (ولد سنة 549هـ) في وداع صديق عزيز, وليس في ذالك من باب للتعجب إلا إذا علمنا أن هذا الصديق ليس سوى حمار _أجلكم الله_ فقده الشاعر فمضى ينظم هذه القصيدة في ذكر مناقب الفقيد, فيقول:
قـد كـان إن سابـقـته الـريـح غـادرهـا...كأن أخمصـها بالشوق ينتعل مكمّل الخلق رحب الصـدر منتفخ الـ...جبين لاضافر طاو ولا سعل!
وهذه القصيدة تفتح لنا مدخلا للولوج إلى زاوية من التراث الشعري تبين العلاقة بين الشاعر وبيئته المحيطة , ومن بينها الحيوانات التي شكلت حيزا هاما منها , ونأخذ هنا المرئيات التي نظمها هؤلاء الشعراء فيها سواء كانوا جادين أم مازحين .
رثاء القطط )من العصر العباسي لابن العلاف)
لم ينفرد الأجانب وأبناء الطبقات المرفهة بتربية القطط ((والصراصير)) كما تفترض مسرحية المتزوجون فهذا ابن العلاف ( اسمه يوضح طبيعة علاقته بالحيوانات) من شعراء القرن الثالث الهجري كان له (هر) يعني- قطو- يأنس به, وكان يدخل أبراج الحمام لجيرانه ويأكل أفراخها وكثر ذالك منه , فأمسكه أصحابها فذبحوه , وقال هذه القصيدة يرثيه ويشير بعض المؤرخين إلى أن هذه القصيدة كتبت أصلا في رثاء عبد الله بن المعتز الذي قتله الخليفة المقتدر , وخشي ابن العلاف من إظهارها خوفا من الخليفة فنسبها إلى الهر ومنها:
يـا هر فـارقـتـنـا ولـم تـعـد...وكـنت عـندي بمنزل الولد تطرد عنا الأذى وتحـرسنا...بالغيب من حية ومن جرد وتخـرج الـفأر مـن مكمنها...مـابين مـفـتوحها إلى السد
ويذكر ابن العلاف حادثة مصرع الهر فيقول:
فــلــم تــزل للــحـمـام مـتــرصـدا...حتى سـقيت الحمام بالرصد لـم يرحموا صوتك الضـعيف كما...لـم ترث منها لصوتها الغرد
ومن ذالك مارواه الجاحظ في كتابه الشهير ( الحيوان) عن إعرابي أكل الذئب شاة له تسمى (وردة) وكنينها (أم الورود) فقال:
أودى بـوردة أم الـورود ذو عـسـل... مـن الـذئـاب إذا مـاراح أو بـكـرا لـولا ابــنـهـا وسـلـيلات لـهـا غـرر...ماانفكت العين تذري دمعها دررا
الكلب.. بيجو
أما الكلاب فكان لها نصيب وافر من المرثيات , فهذا عباس العقاد يكتب في رثاء كلبه المسمى بيجو قصيدة طويلة, وهو المقل في الشعر , فيقول في أولها:
حزنا على بيجو تفيض الدموع ...حزنا على بيجو تثور الضلوع حـزنـا عـلـيه جهـد مـا استطيع ...وان حـزنـا بـعـد ذاك الـولـوع والله يـا بيجـو لـحـزن وجـيع
وللعقاد اهتمام خاص بمرثيات الكلاب فعندما سمع الشاعر طاهر الجبلاوي يرثي كلبه (آمي) الذي دهسته سيارة فيقول:
أرثيك يا كلبي الصغير...والدمع في عيني غزير لم انس مصرعك الذي...غـودرت فيه بلا نصير ووقفت مكتوف الـيدين...وأنت تبحث عـن مجير
وجاء العقاد ليرد معزيا ولكن بطريقته الخاصة:
حـــزنا عـــلى كــلب طاهــر...فـــإنــه طــاهـــر الـكــلاب تـــشــابـــهــا فــي خـلـيـقـــة...واتـفـقـا شـيمـة الـصـحــاب فــــلـيــس يــوفــيـه حــقــــه...مـن اكــتـئاب أو انــتـحــاب إلا إذا بــــــات نـــــابـــحـــا...نـبح الـمـساعير في الخراب عو..عو..عو..وعو بلا ونى...ولا انـقـطـاع ولا اقـتـضـاب
((خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ من حبه حق الكلاب صار يعوعو مثلهم))
البغبغاء
في العصر العباسي ماتت لأحد الأعيان ببغاء ذكية , فكتب الفضل بن الربيع الكاتب هذه الأبيات يعزيه ويعرض بأخيه ((عبد الحميد)) المعروف بالغفلة والحمق:
أنـت تـبقى ونحـن طرا فــداكـا...أحـسـن الله ذوالـجلال عـزاكـا عــجـبا للـمـنـون كـيـف أتـتـها...وتخطت عـبـد الحمـيـد أخـاكـا كان عـبد الحميد أجمل للموت...مــن الــبغـبغـاء واولــى بذاكـا شـمـلـتـنـا الـمـصـيبتان جميعا...فــقــدنـا هــذه , ورؤيـة ذاكـا
ويستمر رثاء الطيور ليصل الى ديك الجن الحمصي الشاعر القاتل فنعثر له على قصيدة ساخرة في رثاء... ديك ((طبعا كما هو واضح من اسمه !!)) وجاء بعد أن دعا عمير بن جعفر الشاعر لوليمة غداء , فلم يجد أكثر من ديك عجوز قليل الشحم واللحم, فأنشأ الحمصي راثيا:
دعـانا أبو عمرو عمير بـن جـعـفـر...على لحم ديك دعوة بعد موعـد فـــقــدم ديــكــا عــد دهــرا ذمـلـقـا...مـؤنـس أبـيـات مـؤذن مـسـجـد وقــال لــقــد سـبحـت دهـرا مهـللا...واسهرت بالتأذيـن أعـيـن هـجد فـــقــلـت لـه يـا ديــك انـك صـادق...وانـك فـيـمـا قـلـت غـيـر مـفـند ولا ذنب للأضياف إن نالك الردى...فـإن الـمـنـايـا للديوك بـمـرصـد
حزن حقيقي
وتستمر المرثيات وتأخذ منحى جديا في الرثاء , فهذا الشاعر المصري احمد القرعيشي فقد عجلا فناح عليه , وأقام بعض الشعراء من زملائه حفل تأبين فقال احدهم ملقيا مرثيته في العجل الفقيد على لسان القرعيشي:
يــا بـاهـر الـذيـل والـقــرون...أبـكـيـك بـالـمـدمع الـهتون حـاذرت فـيـك الـمنـون حتى...وقـعت في قبـضت المـنون ومـنت ذخـري عـلـى الليالي...بـلحـمـك الـرائع الـسـمـيـن ولـم أدورك فــي الـسـواقـي... ولا الـنـوارج فـي الحرين فــأنـت أسـمـى لــدي فــدرآ... من أن ترى موضوع المهين
ولأبي القاسم بن العلاء مرثية لبغل كان قد أهداه الصاحب بن العباد إلى أبي عيسى احد ندماؤه ((في القرن السادس الهجري)) , وعندما مات هذا البغل تسابق الشعراء لرثائه . زمن قصيدة أبي القاسم قوله:
بـكـته حلال الخـز وانـتحبت له...مخالي حرمي عدن منه عطولا فـفي كل إســطبـل أنين وزفـرة...تـــردد فــــيــه بـكـرة وأصـيـلا ولو وفت الجرد والجياد حقوقه...لما رجعت حتى الممات صهيلا ولو أنصفته الخيل مـاذقن بعده...شـعــيرا ولا تـبـنا ومـتـن غـليلا
وتتوالى الأمثلة وهي كثيرة وتشمل عصورا تاريخية كثير مختلفة , وأنماط ثقافية عدة فمن شاء اعتبارها جانبا هزليا في الشعر العربي فله الحق, ومن تعمق أكثر ليجد فيها ماهو أكثر من ذالك مستشفا العلاقة الخاصة إلي جمعت الشعراء العرب بحيواناتهم ومدى توضيح ذالك الجانب من الحياة الاجتماعية لهم .. فله الحق أيضا مع تحيات عزالدين من باتنة
|
|
معلومــــــــــاتي جولياصورة شخصية عضوة ملكية
| موضوع: رد: وللحيوانات في الشعر نصيب!!! 19.06.11 15:06 |
| |
|