[ما الرادار إلا محاكاة للخفــاش] من خلال الدراسات التي قام بها علماء الذبذبات والذين باشروا بأبحاثهم من أجل أن يعرفوا ماهية الذبذبات، بعدما عرف أن هناك نوع من الطيور يستخدم هذه الذبذبات لتحديد مكان الأجسام القريبة والبعيدة. وهذا النوع من الطيور هو معجزة من معاجز الله عز وجل لنبينا عيسى(عليه السلام) كما ذكر في كتاب الله العلي القدير من سورة آل عمران آية 29:(إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله).
إذن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو ما هي الفائدة من خلق هذا الطائر العجيب؟
الجواب لو تمعنا بخطبة الإمام علي(عليه السلام) الذي أشار إلى فكرة الرادار لتصل إلينا حيث خصه الإمام دون غيره بخطبة أوضح فيها خصائص فريدة يتمتع بها، ونعلم أن هذا الطائر يتمتع بأمور وخصوصيات تفتقد لها باقي الطيور الأخرى. كما أن الإمام(عليه السلام) عندما خصه بهذه الخطبة في تلك الفترة الغابرة ووضح لنا خواصه بشكل دقيق، رغم أن العقول التي كانت تستمع بسيطة جداً، وربما معدومة لما توصل له اليوم العقل البشري.
إذن هل يمكن أن نعتبر خطبة الخفاش نظرة مستقبلية من قبل الإمام علي(عليه السلام) لنعرف معنى كلمة الرادار الصناعي؟
الجواب نعم ومن المؤكد أن الإمام علي(عليه السلام) أشار إلى كون الخفاش يعتمد على الذبذبات من خلال ما ذكر في بعض السطور من هذه الخطبة العظيمة حيث قال:(ومن لطائف صنعته وعجائب خلقه ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها الضياء الباسط لكل شيء، ويبسطها الظلام القابض لكل حي). فقد أشار (عليه السلام) إلى أن هذه الطيور لا تعتمد على ضوء الشمس، أي أن الضياء لا ينفعها ولا يبصرها بل هناك إشارة من الإمام(عليه السلام) إلى أن هناك جهاز ثاني يقوم مقام العينين وكما وضحه بالتكملة لخطبته العظيمة حيث يقول:(وكيف غشيت أعينها عن أن تستمد من الشمس المضيئة نوراً تهتدي به في مذاهبها).
يرى العلماء بكافة الاختصاصات أن هناك قاعدة علمية وأمانة علمية تخص من ينبه إلى نقطة تشير إلى وجود حالة غريبة يمكن من خلالها اكتشاف أمر معين يفيد البشرية فإن هذا الاكتشاف يسجل باسمه وكذلك الحال بالنسبة لاكتشاف الذبذبات الذي أدى إلى اكتشاف الرادار الصناعي.
فكيف وأن الإمام علي(عليه السلام) يعطي فكرة الذبذبة قبل أكثر من 1300 سنة أي وضع نقطة في عصر لم يكن للغرب أي دور ولا توجد أي أفكار علمية أو تطور بحثي متخصص بـ(الهرتز) حتى نقول أن الإمام(عليه السلام) قد استند إلى هذه الأبحاث التي كانت الوسيلة الوحيدة لأن يعرف هذه الفكرة ويقولها في خطبته، ولكن قالها والعالم كله في شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه لم يعرف معنى واحد من معاني الذبذبات ولا توجد في ذلك الوقت أي فرصة لمعرفة العلوم لأنه وقت تلا العصر الجاهلي فلا توجد اكتشافات سوى ما امتلكه الرسول الأكرم(صلى الله عليه و آله و سلم) والإمام علي(عليه السلام).
ولو تصورنا هذه الالتفاتة للإمام في توضيح كيف يوجه هذا الطائر دون أن يرى تقول أن الإمام وبتأكيد قطعي أراد أن يحدد ماهية الرادار بتخصيصه لهذا الحيوان.
إذاً الدليل القطعي كان يمتلكه الإمام ولو تدرجنا بالزمان والتاريخ لم نجد من يستطيع من العلماء من استطاع أن يفك هذا اللغز، الذي بات حله مشكلة ورسى زورقه في مطلع هذا القرن القرن العشرين ليعرف العلماء الذبذبات الصوتية الغير مسموعة أو الفوق الصوتية من خلال هذا الطائر بعدما أجرى أحد العلماء الإنكليز تجارب عديدة من خلال شد أعين الخفاش وإطلاقه في مكان يحتوي على عراقيل كثيرة للطيران، من خلال ما شاهدوه من قابلية هذا الطائر على تجاوز هذه العراقيل برغم شد عينيه، وبعد ذلك قاموا بشد أذنه فرأوه يتخبط بالعراقيل وجربوا شد فمه فوجدوه أيضاً يتخبط بالعراقيل. إذن فهذا الطائر يرسل أصوات فوق السمعية وتصطدم بالأجسام المحيطة به وتعود له ليستلم الذبذبات المنعكسة ومن هنا نجد أن الفرق كبير بين دليلنا العملاق الذي أشار إلى الرادار من قبل 1300 سنة عن الذي أكد الاكتشاف.
ومن هذه الفكرة وجد الغرب أن الرادار الصناعي هو نفس الفكرة فصنعوه على ضوءها وهناك الكثير من النظريات والتجارب العلمية الحديثة تستند إلى قواعد علمية أشارت لها بعض الخطب والأحاديث الوارد عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) فما أحوجنا في هذا العصر لهذه العلوم لحل مشاكل هذا العصر الذي تضج بها الحياة الذي تلابست به الأمور وأصبح الغرب سادة المجتمعات وينسبون إنجازات أئمتنا إليهم، ويتطاولون على الفكر الإسلامي الذي هو من الأئمة الأطهار آل محمد(عليهم السلام)، فلا عجب عندما نسمع أو نقرأ الروايات التي تقول أن الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) يظهر ويقاتل بأحدث الأسلحة التي تفوق ما هو موجود في الوقت الحالي لأن جده عرف الرادار والذبذبات قبل 1300 سنة من اكتشاف علماء الغرب لها من خلال مطالعتهم لأقوال الإمام علي(عليه السلام)، ولا يخفى علينا اليوم أن بعض النظريات العلمية في جامعات العالم تحتوي على ثلاث محاور أساسية من أجل الاكتشاف كأسس للاكتشاف العلمي ألا وهي القرآن الكريم وأقوال الرسول وكتاب [نهج البلاغة] الذي يضم خطب الإمام، وإن أكثر الاكتشافات بدايتها من إحدى هذه المحاور العلمية ونحن المسلمون نعلم أن المستند موجود والبينة موجودة لكي نثبت للغرب أن المكتشف هو إمامنا سيف الله (الأسد) الغالب الإمام علي(عليه السلام).
Azzedine le 16/06/2011