تحدث عبد الحق بن شيخة، في حوار خص به ''الخبر'' في غرفته بفندق ''لامونغا كلوب''، عن التربص الذي أجراه المنتخب وعن مدى استعداد التشكيلة لموعد مباراة المغرب. وأشار إلى أنه أنهى العمل التكتيكي وبأن ملامح التشكيلة الأساسية اتضحت بنسبة 90 بالمائة.
نبدأ الحوار من الإصابة التي تعرّض لها جبّور، هل ستؤثر على مشاركته أمام المغرب؟- الإصابة ليست خطيرة ولن تمنعه من المشاركة أمام المنتخب المغربي، وهو يخضع حاليا لفحوصات معمّقة للوقوف على درجة الإصابة، وقد أصيب جبّور على مستوى العضلات المقرّبة، ما جعلنا نطلب منه التوقّف عن التدريبات.
لمحنا في بهو الفندق تنقل جبور ومصطفى ومبولحي على متن سيارة برفقة الطبيب بوقلالي، ما سبب ذلك؟
- جبور سيخضع للكشف، أما مهدي مصطفى فهو يعاني من إصابة خفيفة على مستوى الكاحل تلقاها خلال المباراة الأخيرة لفريقه، غير أنها لن تؤثر فيه، أما مبولحي، فتمت مرافقته لشراء حذاء رياضي.
التربص التحضيري انتهى، ما تقييمك للعمل المنجز؟- برأيي، فإن التربّص جرى في أفضل الظروف، وقمنا بتقسيمه إلى فترتين، وركزنا في الفترة الثانية التي عرفت حضور أغلب اللاّعبين على العمل من الجانب التكتيكي، ولمست استجابة كبيرة من اللاّعبين، ما يجعلني مرتاحا ومتفائلا.
ألم يتأثر العمل بالتحاق عدد من اللاّعبين متأخرين؟- لا أعتقد ذلك، كما أننا كنّا ملزمين بتكييف البرنامج التحضيري وفق انتهاء كل لاعب من المنافسة مع فريقه، وكان لدينا لاعبون أنهوا المنافسة مبكّرا، وكان لابد من تسطير برنامج عمل لهم، حتى لا يجدوا أنفسهم من دون تدريبات، وهم قبل كل شيء شبان، فيمكن أن يفرط البعض منهم في الراحة أو الذهاب للاستجمام على شاطئ البحر، وهذا يؤثر في الجانب البدني ويجبرنا على إعادة التحضيرات من الصفر، وعليه انطلقنا في التربص بعدد قليل من اللاعبين للحفاظ على لياقتهم، وانتظرنا وصول البقية للشروع في العمل التكتيكي.
هل أنت راض عن العمل المنجز؟
- بالتأكيد، لأنني حرصت على القيام بالعمل كاملا وعدم ترك أي شيء للحظ حتى لا نندم بعد ذلك، نريد أن نعيش التسعين دقيقة في مراكش بكل قوانا حتى نتمكن من الدفاع عن حظوظنا كاملة.
هناك عدة خيارات في التشكيلة خاصة في الوسط، ألا تعتبر ذلك مشكلا؟- أبدا، لا يمكن اعتبار وجود عدة لاعبين أو بالأحرى خيارات كثيرة لإعداد التشكيلة الأساسية مشكلا، وإذا كان الأمر كذلك، فإنني أتمنّى أن تكون كل مشاكلي من هذا النوع، أعتقد جازما بأن اللاّعبين تلقوا الرسالة وهم يدركون بأن مصلحة المنتخب تأتي في المقام الأول.
لفت انتباهنا خلال الحصة التدريبية أمس (أول أمس)، إشراك بلحاج مدافعا، هل يعني بأنك لا تحتاجه في الخط الأمامي؟- ما شاهدتموه لا يعني شيئا، لأنني قسمت التشكيلة إلى مجموعتين، واحدة تهاجم والأخرى تدافع، وأشركت بلحاج مع المدافعين وحتى لاعبي الوسط، وما كان يهمني من خلال ذلك التمرين، هو قدرة اللاّعبين على التصدّي للكرات.
وضع المنتخب حاليا يختلف عن وضعه في مباراة عنّابة، أليس كذلك؟- هذا صحيح، لقد استفدت من عودة لاعبين موندياليين، على غرار بوفرة وزياني، كما أن قادير عاد إلى المنتخب أيضا عقب تعافيه من إصابة، وأسعدني كثيرا عودة المهاجم كريم مطمور إلى قمة مستواه، كما أن أغلب عناصر المنتخب تتواجد في لياقة عالية لأنها شاركت في معظم مباريات أنديتها، على غرار زياني ويبدة ولحسن وبوفرة وآخرين،
هل حدّدت معالم التشكيلة الأساسية؟- فعلا، رسمت معالم التشكيلة الأساسية وهي جاهزة بنسبة 90 بالمائة، ولم يبق سوى منصبين أو ثلاثة مناصب سأفصل فيها لاحقا. واللاّعبون يشعرون تلقائيا بأنهم أساسيون أو بدلاء، لكن جميعهم يحافظ على تركيزه.
هل أنهيت العمل التكتيكي أم سيكون هناك عمل من هذا الجانب بمراكش؟- أنهيت كل العمل في ''لامونغا كلوب''، ولن يكون هناك عمل تكتيكي خلال الحصتين التدريبيتين في مراكش.
ماهي المعايير التي اعتمدت عليها في اختيار التشكيلة الأساسية؟- اعتمدت على معايير تكتيكية بحتة، واختياري بينته عمّا سيقدّمه كل لاعب للمنتخب من الجانبين الفردي والجماعي، ومدى انسجامه مع المجموعة، إنه عامل مهم جدا بالنسبة إليّ.
ماذا عن الوافد الجديد فرّاج؟- لا تسألوني عن اللاّعبين ولا أريد الأسماء.
قلت في ندوتك الصحفية بالجزائر بأن المباراة تكتسي طابع النهائي، هل تتمسك بهذا الرأي؟- لقد أسيء فهم تصريحاتي، ولم أكن أقصد أبدا بأن المباراة أمام المغرب في مراكش ستكون فاصلة، وهناك من الإعلاميين من ذهب إلى التأكيد بأنني سأرحل في حال عدم تحقيق المنتخب لانتصار في المغرب، وهذا غير صحيح لأنني أمضيت عقد نتائج مع الاتحادية ومهمتي ليست مقتصرة على مباراة واحدة هي مباراة المغرب، ويجب ألاّ ننسى بأن ثمة منتخبين آخرين هما تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، ويمكن أن أفوز على المغرب ولا أتأهّل إذا فشلت في المقابلتين الأخيرتين. فأنا مدرب حماسي وأريد تحفيز اللاعبين، ولا تنتظروا مني أن أبكي إذا خسرت مباراة. وما قصدته بأن المباراة مهمة، فكلامي يعتبر رسائل مباشرة لعناصر المنتخب.
هل وصلت رسالتك إلى اللاّعبين بشأن المباراة؟- لقد وصلت كاملة، وهناك جو عائلي يسود المنتخب، وهذا أمر مشجّع للغاية، اللاّعبون بحاجة إلى رائد وتوليت هذه المهمة، وسيجدونني مدرّبا وأخا وصديقا.
ماذا عن الضغط، هل دخلتهم في أجواء المباراة؟- الضغط مفروض علينا، وبرأيي، يجب أن يعيش اللاّعبون ضغط المباراة حتى لا يفقدون تركيزهم، وهناك ضغط ''إيجابي'' يكون عادة محفّزا، وثمة ضغط ''سلبي'' يقضي على معنويات اللاّعبين، وسنجعل من ضغط المباراة إيجابيا ونوظّفه لتحقيق نتيجة إيجابية.
ماذا عن المنتخب المغربي؟- لا يمكنني الحديث عن المنتخب المغربي، وكل ما أقوله هو أنه يملك مدرّبا جديرا بالتقدير، لأن غيريتس له سمعة كبيرة، كما أنني أتمنّى الشفاء للاّعبين المصابين، على غرار كارسيلا والقنطاري.