معلومــــــــــاتي BLighTصورة شخصية المدير
| موضوع: المقدمة الطلالية بين العصر العباسي والجاهلي 23.04.11 20:56 |
| المقدمة الطلالية بين العصرين الجاهلي والعباسي
المقدمة الطللية بين العصرين الجاهلي والعباسي
مقدمة الحمد لله الذي خلقني عربيا، فمنحني فرصة تعرف هذه اللغة العظيمة، فنلت شرف الحديث بها، ومن ثم دراستها، ومحاولتي الغوص في أعماق بحرها. إن هذه اللغة المقدسة العظيمة مثلها كأي شيء مقدس، فهي ليست حكراً على أحد أو ملكاً لأحد، ولكن حرمتها أعظم ، وهي لمن يردها أكرم، وإن الذود عنها جهاد مقدس، والساكت عن الدفاع عنها شيطان أخرس، وهي الكنز الذي لا يبخس، و الطهارة التي لا تُرجَس. أما بعد: فلقد اختلطت المفاهيم، وشوهت المصطلحات، وأصبح القابض على لغته وتراثه وأصالته، كالقابض على جمر، ومن المؤسف القول: أنه أصبح على العربي الدفاع عن لسانه فوق ترابه، وفي عقر داره. لقد بلغ السيل الزبى، وحطم الغزو الثقافي الغربي مفاهيمنا الأصيلة، واستبدلها بمفاهيمه الدخيلة، حتى أنَّ أدبنا العربي جف نبعه، وبدأ ينهل من منابع معكرة ماؤها، وتركنا إجادة البيان، وأجدنا التقليد بل وصيَّرنا الغرب تبعا له، ولثقافته وأدبه. إن ما دفعني لاختيار هذا البحث هو تمييز الخبيث من الطيب، وإعادة المصطلحات إلى نصابها الحق، فالتطور يختلف عن التبعية المنمقة، إذ أن الأول نتاج الأصالة، والثانية نتاج التقليد والحداثة، وشتان بين من ينهض بتراثه ليصنع مستقبله، وبين من يتنكر لتاريخه ويبحث عن منابع غريبة عن أرضه وواقعه، ويريد أن يطبق تجربة شعوب لسانها ليس كلساننا، ونهضتها قامت على أنقاض نهضتنا التليدة، وهي نقيض ثقافتنا. لذلك عمدت إلى عنواني هذا وهو: المقدمة الطللية بين العصر الجاهلي والعباسي، حيث أن التطور الذي حدث على هذه المقدمة هو نتيجة حتمية للنهضة التي حدثت في ذلك العصر، وبهذا نستطيع أن نقيّم حالنا الآن، فهل نحن نسير على درب من سبقنا من أجدادنا الأوائل في هذا المجال؟ أم نحن نركع أمام الغزو الثقافي الغربي؟ أوليس هناك فرق بين الغزو الثقافي والتبادل الثقافي؟ حقا إنه باب شائك على باحث هذا الزمان، بعد أن اختلطت مفاهيمه. لا أريد أن أصدر حكما، بل أضع لكم الحكم كله، ولكن يجب أولا التفريق بين التقدم والنهضة التي تكون جذورها منغرسة في تراثنا، ونضر غصنها في رحاب أصالتنا، فأورقت وأثمرت وبين حداثة هذا العصر التي قامت على التبعية الثقافية التي ترعرعت من نبع الغزو الثقافي المقيت، من هنا انطلقت لتبيان حقيقة التطور والتقدم والنهضة، من ثم تمييزها عن غيرها من حداثة جلبت لنا التعاسة وجعلتنا بلا مستقبل في سائر المجالات . لقد اتبعت في بحثي هذا المنهج الوصفي التحليلي، متخذا من التراث العربي - الذي لم تشبه شوائب هذا العصر – مادتي الخام، فرحلت إلى العصر الجاهلي، محللاً المقدمة الطللية، وبعدها أقمت موازنتي بين هذه المقدمة في ذلك العصر مع المقدمة في العصر العباسي، وقمت بدراسة ما طرأ عليها من تطور وتغيير، وكذلك الأسباب التي أدت إلى ذلك التطور، ومن اجل تحقيق تلك الغاية، قسَّمتُ بحثي إلى عدة أقسام هي: القسم الأول ويحتوي تعريفاً للمقدمة الطللية لغة واصطلاحاً، ومن ثم انتقلت إلى نموذجين من الشعر الجاهلي ومثلهما من الشعر العباسي، بعد أن بحثت في الشعوبية ومدى تأثيرها في الشعر العباسي، وبعدها أجريت موازنتي متبعها بدوافع التغيير الذي حدث على المقدمة في العصر العباسي. لقد ارتكزت على عدة مراجع مهمة لبحثي منها: لسان العرب لابن منظور، وهو معجم شامل كما أراه، و كتاب العصر العباسي الأول لشوقي ضيف، وديوان النابغة الذبياني، وشرح القصائد العشر للتبريزي، والعديد من المراجع الموثقة في البحث. وفي أثناء بحثي واجهتني صعوبات بعضها متوقعاً، وبعضها لم أكن أتوقعه منها: نقص في المراجع، وتضارب الآراء فيما بينها؛ إذ صار من العسير علي تغليب رأيٍ على آخر دون تمحيص ورجوعٍ إلى مصادر أخرى، والتأكد من مدى صدق بعض الأمور، مما دفعني إلى تحمل مشاق الوصول إلى مصادر كنت أرى أنني لست بحاجة لها. وأخيراً وليس آخراً لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر لكل من أمدني بآرائه وإن اختلفتُ معه- فالاختلاف بالرأي لا يفسدُ للود قضية- وكذلك أقدم شكري الجزيل لكل من ساعدني للوصول إلى العديد من المراجع.
والله الموفق
|
|
معلومــــــــــاتي hamza touaziصورة شخصية عضو جديد
| موضوع: رد: المقدمة الطلالية بين العصر العباسي والجاهلي 23.07.11 23:05 |
| شكرا بس حبيت نفهم ادا هدا تع سنة 2تانوي فلسفة واداب انا اداب |
|