إن السمك مصدر ممتاز من مصادر البروتين بحيث يتفوق على اللحم من هذه الناحية، مع أن المدة التي يتطلبها هضم السمك في الجهاز الهضمي هي نفس المدة التي يتطلبها هضم اللحم، و لذا فإن الشعور بالإمتلاء عقب تناول السمك أقل منع عقب تناول اللحم.
و يمثل السمك مكانة مرموقة بين مولدات الحرارة الغذائية و بعض أنواعه تفوق أنواع اللحم من هذه الجهة أيضا إذ أن مائة غرام من الطون تحتوي على 207 حريرات بينما مائة غرام من لحم العجل لا تحتوي على أكثر من 172 حريرة.
و يمتلك السمك مقدارا جيدا من المواد الدهنية، و هذا المقدار يختلف باختلاف نوع السمك، ففي بعض الأنواع تشكل نسبة 1% من وزنه، وفي أنواع أخرىتشكل 2% و لكنها في سمك الطون ترتفع إلى 15% و قد تختلف النسبة في النوع الواحد من السمك باختلاف أوقات توالده و كبره. و لا يخفى ما للفوسفور من أهمية بالغة في حياة الأنسجة إذ يساعد العمود الفقري و الأسنان على النمو كما يحقق التوازن الحامضي الأساسي في الدم و اللمف و البول، فإذا تناول الإنسان غذاء ذا فضلات حامضية كالخبز الأبيض أو البيض ؟أو الأرز عمد الفسفور إلى تعديل هذه الحامضية و بمساعة الكربونات يتم الفوسفور عملية تعديل و مقاومة الأحماض و القلويات، و السمك يحتوي على مقادير عالية من الفوسفور فالمائة غرام منه تحوي 240-230 ملغ فوسفور و ترتفع هذه الكمية إلى 750 ملغ في سمك الطون و إلى 563 ملغ في سمك المور.
أما الكالسيوم فإن خمسمائة غرام من لحم العجل أو العجائن الغدائية لا تزيد في محتواها منه عما يوجد في مائة غرام فقط من لحم السمك، و إذا تناول المرء السمك مع حراشفه كما هو الحال في سمك السردين فإن نسبة الكالسيوم ترتفع إلى حد بعيد.