الشيخ راشد الغنوشي للشروق: قناة نسمة تدمر شعوب المغرب العربي شبرا شبرارغم تراجع مدير عام قناة نسمة عن موقفه الأول واعتذاره للتونسيين عن بث قناة نسمة الفيلم الكارتوني الإيراني المسيء للذات الإلاهية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لإطفاء نار غضب الإسلاميين، حيث قاموا بمهاجمة منزل قروي وتحطيمه، بالإضافة إلى مظاهرات صاخبة بشكل يومي تطالب بغلق قناة نسمة ومحاسبة مسؤوليها.
وذكر تقرير إعلامي أمس، أن متظاهرين من التونسيين هاجموا منزل مالك قناة "نسمة" نبيل قروي، وقاموا بإحراقه، وصرح المعتدى عليه أنه "مصدوم" مما حدث مضيفا "أنا جد خائف على عائلتي وأخشى عودة المتظاهرين".
وذكر شهود عيان أن المهاجمين تمكنوا من دخول منزل قروي، لكن زوجته وأولاده نجحوا في الفرار من باب خلفي.
من جهته، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية هشام المؤدب فدان في اتصال هاتفي الحادث، مشيرا إلى أن "حوالي مائة شخص" قاموا "بخلع الباب الخارجي وكسروا نوافذ واقتلعوا أنبوبين للغاز"، حيث قامت مصالح الأمن بتوقيف خمسة متورطين في الأحداث، كما تم نشر حوالي خمسين شرطيا حول منزل قروي لحمايته من انتقام الإسلاميين.
وحول الموضوع، صرح رئيس حركة النهضة، الشيخ راشد الغنوشي في اتصال هاتفي أمس، مع "الشروق"، أن القائمين على القناة الفضائية "نسمة تي في" يدعون السعي لبناء المغرب العربي الكبير، غير أنهم يحطمون شعوب المغرب العربي، شبرا شبرا منذ ظهور هذه القناة على الساحة الإعلامية.
وأضاف راشد الغنوشي، أن قناة نسمة مشبوهة المصدر والتمويل والبرامج التي تبثها القناة تهدم ولا تبني، والتوانسة - على حد قول الغنوشي - لا يثقون في هذه القناة، متسائلا في سياق متصل "هناك أكثر من سؤال يطرح بخصوص اختيار القائمين على القناة لتوقيت بث الفيلم المسيىء للذات الالهية"، مشيرا إلى أن أطرافا حذرت نبيل قروي من مغبة ردود الأفعال السلبية التي قد تنتج عن عرضه، إلا أنه تمادى - حسبه - ولم يأخذ بالمشورة والرأي قائلا "لفائدة من يقع بث مثل هذا النوع من الأعمال الاستفزازية، ونحن على بضعة أيام من الاستحقاق الانتخابي الذي يمثل محطة مفصلية في تاريخ تونس وشعبها".
وأوضح الغنوشي في سياق متصل، أن حركته كانت أول من سجلت الخلط بين حرية الرأي والمساس بمقدسات الأمة"، منتقدا استجابة الشعب التونسي للاستفزازات التي لعبت قناة "نسمة" دورا محوريا في تجسيدها"، داعيا الشعب التونسي إلى التبصر والحكمة في الفترة القادمة لما لها من أهمية في بناء تونس الجديدة".