سوف أقدم لأحبتي اليوم نبذة عن واحد من الشخصيات الوطنية والإسلامية البارزة في
منطقة قصر الصبيحي المجاهدة ألا وهو البطل الشهيد
مسعودي عباس
بن محمد العيد بن علي بن معمر الزناقيولد الشهيد في سنة 1925 بدوار سيدي
معاش وبالصبط في مشتى عين زغاد المجاهدة شمال قصر الصبيحي نشأ وترعرع في بيئة علمية
محافظة وبالضبط في زاوية جده لأبيه الشيخ علي بن معمر الزناقي وهي زاوية علمية
وليست طرقية حفظ القرآن ومبادئ العلم على يد الشيخ العلامة محمد بن عمار غناي رحمه
الله والذي وافته المنية سنة 1973 وبعد أن استكمل القرآن الكريم رحل إلى مدينة
العلم والعلماء قسنطينة فانتمى إلى المدرسة الكتانية الشهيرة التي درس فيها عدة
سنوات ثم اختير لبروزه وسعة طموحه العلمي إلى أن ينطلق إلى قبلة الجزائريين العلمية
آن ذاك وهي جامع الزيتونة أواخر الأربعينيات وخرج من هناك بشهادة العالمية.
وفي
سنة 1956 التحق بالعمل السياسي لجبهة التحرير الوطني بطريقة سرية فعمل في مدينة
عنابة وعين البيضا تحت غطاء مهنة خياط كما درس القرآن الكريم بنواحي قالمة مدة وبقي
على هذه الحالة إلى أن كشفت فرنسا الغاشمة أمره فحولت حياة أسرته إلى جحيم فسجن
أبوه الذي لم ينبس ببنت شفة عن ابنه أو غيره وتعرض إلى أصناف من التعذيب وجملة من
رفاقه ، لكن مسيرة الشهيد عباس لم تتطاوعه أن يبقى هكذا فالتحق بجيش جبهة التحرير
الوطني سنة 1960 بعد الكثير من المضايقات فعينته الجبهة قاضيا للمنطقة الرابعة من
الناحية الأولى في الولاية الأولى الأوراس برتبة ملازم سياسي فأدى الأمانة على أحسن
وجه إلى أن وصل به الأمر إلى اكتشاف بعض الامؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الثورة
فأراد أن يتابعها لكن كانت إرادة المغرضين أقوى وأسوأ فكانوا كلما أزمع التحقيق
ومتابعة بعض القضايا إلا وسرت الوشاية به إلى فرنسا التي حاولت أن تقبض عليه حيا لا
ميتا ، لكن مشيئة الله أقوى وهو القائل
" ويتخذ منكم شهداء"
فكان أن حاصرته فرنسا في أحد الدواوير غرب مدينة قصر الصبيحي فقتلته
هناك فذهب إلى الله شهيدا
كان الشهيد محبوبا لدى أبناء المنطقة وموضع ثقة الثورة
فكان عونا للضعيف نصيرا لصاحب الحق وكان مستجاب الدعوة حتى أنه سأل الله الشهادة
فنالها يوم الأربعاء 28/021961 على الساعة العاشرة ليلا وهو نهاية فصل الشتاء وقد
حل فصل الربيع ودفن في أول مارس من نفس السنة والغريب أنه رقي إلى مرتبة ملازم اول
سياسي قبل استشهاده بثمانية عشر يوما فقط أي في العاشر فيفري 1961.
سبحان الله والله أكبر
يروي من حضر دفنه بعد
الاستقلال- وكان قد دفن فرديا في غابة الصنوبر شمال المينة لكن بعد الاستقلال نقل
معظم الشهداء إلى المقابر العامة- يروي أنه وحتى بعد سنة من دفنه وحينما أخرج من
تحت الأرض كان جثة كاملة وتفوح منها ريح طيبة لامثيل لها في الدنيا وبعض من حضر
الدفن مازال حيا إلى اليوم .
(وَلَا
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ... )
رحم الله الشهداء
الأكارم وحفظ الله لنا هذا الوطن المبارك وسائر اوطان المسلمين.
ونلتقي مع شخصية
أخرى من شخصيات منطقة قصر الصبيحي
والسلام عليكم ورحمة الله.