مع ارتفاع درجة الحرارة و طول فترة الصيام في هذا الشهر الكريم الذي يتزامن مع فصل الصيف هذه السنة، نجد الكثير من الصائمين يعانون من شدة العطش خاصة المرضى، والأشخاص الذين يمارسون نشاطات متعبة أثناء العمل.

و كما نعرف أن جسم الإنسان يحتوي على حوالي 70 بالمائة من الماء أي ما يعادل ثلثي من جسم الإنسان، لذلك فإن الجسم البشري لا يستطيع أن يعيش بدون ماء لمدة تتجاوز 72 ساعة (3 أيام) ، بحيث إذا زادت المدة عن ذللك يصاب الإنسان بغيبوبة، علي عكس الإنسان السليم يستطيع أن يعيش بدون طعام لأسابيع، إذن لاحياة بدون ماء لقول الله تعالى :”و جعلنا من كل شيء حي أفلا تؤمنون”.
وهناك عدة نصائح تساعد الصائم على مقاومة العطش في النهار بالاعتماد على النظام الغذائي المتناول في السهرة أهمها:
1- تناول الكثير من الفواكه و الخضروات الطازجة في الليل و عند السحور، بما فيها السلطة، وحسب ابن سينا: «الخس سريع الهضم إذا استعمل في وسط الشرب منع أعراض السكر.. ينفع من الأورام الحارة والحمرة طلاء، ينفع من الهذيان نافع من العطش وحرارة المعدة والتهاباتها تناوله بالخل فاتح للشهية ينفع أكله من اليرقان ويدر البول والطمث” ، و السلطة تتكون من مختلف الخضروات (الخيار.الطماطم.الكرفس)، لما تحتويه على كميات كبيرة من الماء و الألياف و التي تظل لفترة طويلة في الأمعاء ، وتقلل الإحساس بالجوع و العطش.
2- تجنب شرب الماء أثناء الأكل لأنها لا تعطي فرصة للهضم.لذلك لا بد من تناول الماء على فترات متقطعة بعد الإفطار.
3- استبدال الخضروات المطبوخة مثل : الفاصوليا و الكوسة مكان الأطعمة المالحة و التي تحتوي على كميات كبيرة من التوابل و المخلالات كذلك، لأنها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء، و كما يفضل تناول اللحوم إما مسلوقة أو مشوية لسهولة هضمها.

4- تجنب شرب العصائر و المشروبات الغازية الذي تحتوي على مواد مصنعة و ملونة و على كميات كبيرة من السكر.حيث تحتوي االعلبة الواحدة على ما يعادل 10 ملاعق من سكرو هذا كافي لتدمير فيتامين (ب) و الذي يؤدي نقصه إلى سوء الهضم و ضعف البنية و الإضطرابات العصبية و الصداع و الأرق و التشنجات العضلية.لذلك ننصح باستبدال المشروبات الغازية بمختلف العصائر الطازحة و الماء المعدني.

5- الإكثار من السوائل التي ترطب الجسم مثل : التمر الهندي .و الذي له قدرة كبيرة على القضاء على البكتيريا .إضافة إلى ذلك يقي الجسم من السموم .حيث نجد بعض شركات الأدوية تستعمله في تحضير دواء لخفض درجة الحرارة في الجسم، كما يعتبر التمر الهندي مشروبا لذيذا لهذا الشهر الكريم، و يروي ظمأ الإنسان بعد العطش.
ويعتقد الكثير من الصائمين ان شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور، سيرويهم من الطش أثناء النهار، لكن هذا الإعتقاد خاطئ لأن معظم الماء الزائد عن حاجة الجسم تقوم الكلية بفرزه بعد ساعات قليلة من تناوله، لذلك يستحسن للصائم أن يشرب الماء في فترات متقطعة من الليل تصل على الأقل لتر ونصف أي ما يعادل 7 إلى 8 أكواب.