أكدت مصادر أمنية خاصة لـ''النهار'' أن الفريق ڤايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي يقوم اليوم بمعاينة نقاط التماس مع ليبيا بولاية إليزي من خلال زيارة تقوده للمنطقة الحدودية وللإشراف على انطلاق مخطط جديد يتماشى مع طبيعة التطورات الأمنية بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا وحالة الفلتان الأمني الذي تعرفه هذه الدولة الجارة للجزائر منذ ما يزيد عن 4 أيام بعد سقوط النظام.
وحسب مصادرنا، فإن الفريق أحمد ڤايد صالح سيقوم بمنطقة الدبداب الحدودية بإعادة تفعيل خلية الأزمة النائمة وكذا فتح مركز لإيواء اللاجئين القادمين من الأراضي الليبية سواء كانوا عسكريين أو مدنيين. وأشارت مصادرنا إلى أن المخطط الاستعجالي الجديد الذي تم التحضير له الأيام الأخيرة يعتمد بالأساس على تكثيف نشر القوات ومضاعفة أعدادها على الحدود وزيادة الدوريات الأمنية ونشر الحواجز الأمنية. وقد سبق لرئيس أركان الجيش الوطني في زيارته المرتقبة هذه القائد العام لحرس الحدود في جهاز الدرك الوطني الذي حل بالوادي يوم أمس الأول لمعاينة المنطقة الحدودية المشتركة بين الجزائر، ليبيا وتونس، والتي من المحتمل أن تكون الأكثر استعمالا من المهربين أو الفارين من الأوضاع في ليبيا، سواء من بقايا النظام السابق أو من عناصر التنظيمات الإرهابية التي تستغل الموقف لتهريب شحنات سلاح متطورة تحصلت عليها بعد دخول الجماعة الليبية المقاتلة التي قادت معركة طرابلس واقتحام باب العزيزية. كما قامت لجنة أمنية رفيعة المستوى أمس بزيارة للمنطقة الحدودية المتاخمة لليبيا لمتابعة الإجراءات الجديدة والتحضير لزيارة قائد أركان الجيش المنتظرة اليوم للمنطقة. ونفت مصادرنا أن يكون تم توقيف أي عسكري ليبي أو مسؤول في النظام السابق حاول التسلل إلى الأراضي الوطنية عبر مسالك غير مراقبة. كما تدعم التواجد الأمني بالمنطقة الحدودية بمعدات جديدة وأجهزة كشف هويات ومراقبة إضافة إلى تكثيف تحليق المروحيات العسكرية في سماء المنطقة لاكتشاف أية حالات تسلل. وفي المقابل، يتواصل توافد الليبيين إلى الجزائر عبر مركز الدبداب الحدودي انطلاقا من غدامس التي لا تخضع لأي سلطة الآن رغم وجود 4 أعوان جمارك ليبيين وشرطيين بمركز المراقبة الليبي يسهلون حركة العبور، حيث يصل العدد الإجمالي لليبيين الوافدين يوميا من 80 إلى 100 وسرعان ما يعودون في نفس اليوم بعد اقتناء حاجياتهم اليومية لمائدة رمضان أما الجزائريون فلايغادر منهم أحد. وأكدت مصادر محلية أن عددا من الليبيين الذين لهم علاقات قرابة ونسب بالجزائر استقروا بشكل مؤقت بالجزائر. أما عن عمليات التهريب، فإن مصادرنا تحدثت عن استمرار تدفق المركبات رباعية الدفع من ليبيا نحو الجزائر عبر منافذ غير مراقبة، ناهيك عن العملة الصعبة والذهب الليبي الذي غزا الأسواق بمناطق الجنوب.