يخضع الطفل لغرائزه , ويسعى لإشباعها بشتى الطرق والوسائل وكلما كان أصغر , كان تأثير الأنا الأعلى المتمثلة بالقيم والأخلاق , وأحكام الضمير, والأسرة بأوامرها ونواهيها أقل .
وفي عصر الإستهلاك والمغريات الكثيرة في الأسواق , يصعب على الكبير أن يقاوم الرغبة في شراء السلع المعروضة , و العروض المشجعة التي تحث على الشراء , و تقدم التسهيلات المخادعة , وطبعاً الغاية هي مزيد من الربح بطرق شتى . فإذا كان الكبار لا يستطيعون المقاومة , فكيف بالطفل الصغير الذي يرى بعينيه كل ذلك و لا يدرك معنى القدرة الشرائية للأسرة و إمكانياتها المادية , فيتشبث بمطالبه و يصر عليها و يلجأ إلى مختلف وسائل الضغط على الأهل للحصول عليها . إضافة إلى وجود رفاق له يحصلون على كل شيء و بإسراف , يظنه الطفل دليلاً على محبة أهلهم لهم أكثر مما يحبه أهله . و كثيراً ما أسمع مر الشكوى من الأهل حول ذلك . إذن ما الحل !؟
- يبدأ ترشيد الاستهلاك و تعليم الطفل إدارة مصروفه والقناعة : بالقدوة الحسنة من الأهل بالدرجة الأولى , فالأهل المسرفون الفوضويون في الإنفاق لن يعلموا أطفالهم سلوكاً مختلفاً .
__________________________________________________ _________________________________
- لا بدّ للأهل من تخصيص مصروف يومي محددّ للطفل يتناسب مع قدرتهم الماديّة و مع عمر الطفل بآن واحد , و لا يعقل أن يدخل طفل لا يتجاوز العاشرة إلى محل و يشتري بأكثر من 500 ريال حلويات و سكاكر وخلافه وهو أصلاً لن يتمكن من أكلها كلها , ومن الخطأ صحيّاً كذلك أن يأكلها مهما كان الأهل مقتدرين ماديّاً .
_______________________________________________
- يجب أن نعلم الطفل أنّه إن أراد أن يشتري بمبلغ يتجاوز مصروفه اليومي فلا بدّ له من أن يخطط لذلك , و يوفر من مصروف يوم أو عدّة أيام مثلاً ليتمكن من شراء ما يحبّه في يوم آخر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- قبل اصطحاب الطفل إلى السوق , لا بدّ من الاتفاق المسبق على المبلغ الذي يمكن لنا إنفاقه و لا نستطيع تجاوزه بأي حال من الأحوال , و نترك للطفل حريّة الاختيار ضمن حدود هذا المبلغ ولا نقبل بتجاوزه مهما كان , أو نتفق معه على شراء قطعة واحدة فقط من الحلوى مثلاً لا أكثر , و نفهمه أن إخلاله بالاتفاق سيحرمه من متعة مرافقته لنا إلى السوق , ولا نرضخ لإلحاحه دون أن نخجل من الآخرين الذين يحيطون بنا .
- بعد الثانية عشرة من الأفضل أن يصبح المصروف أسبوعيّاً ونعلم الطفل أن يقسمه على أيام الأسبوع , فإذا أسرف في يوم عليه أن يقتصد في اليوم التالي , كما يجب أن يفهم أنّه لن ينال غير هذا المصروف طوال الأسبوع . ولكن يمكن لنا أن نقدم له بعض المكافآت الصغيرة تعزيزاً لسلوك مرغوب نريد ترسيخه .
__________________________________________________ ___________________________
- أيضا لا بدّ لنا من تشجيع أطفالنا على الادخار بالقدوة - كما قلنا سابقا - ثم بطريقة أثبتت جدواها مع أطفال عديدين أعرفهم هي : إنك إذا كنت ترغب رغبةً شديدةً بشراء لعبة مثلاً ثمنها 300ر.س فسوف تحصل عليها إذا ادخرت نصف ثمنها ونحن نكمل النصف الباقي .
__________________________________________________ _______________________________
- لا بدّ أن يتعلم الطفل أن الهديّة تعبير جميل عن التقدير والحب وليست إرهاقاً لميزانيّة الأسرة , ولا يقاس حبنا لمتلقيها بقيمتها الماديّة لكي لا يصرّ على تقديم هدايا غالية الثمن لأصدقائه في مناسباتهم , كما يفعل بعض رفاقه .
- لا بدّ من إطلاع الأبناء على وضع الأسرة المادي وكيف توضع الميزانية بشكل صحيح, وما هي الأزمات التي يمكن أن تعترضها كالمرض , أو صيانة المنزل الضرورية , وكيف يجب أن نتصرف حيال هذه النفقات الطارئة , طبعاً هذا يؤكد ويشجع فكرة الادخار.
__________________________________________________ _______________
- ومن القواعد الضروريّة أيضاً تعويد الأطفال المحافظة على مقتنياتهم وترتيبها وتنظيمها سواءً كانت الملابس أوالكتب أوالألعاب لتبدو بحالة جيدة مهما قدمت , كما يجب تشجيعه على تقديم بعضها لطفل محتاج أوجمعية خيرية لإخراجه من تمركزه حول ذاته , فيشعر بحاجة الآخرين ويتعلم العطاء.
__________________________________________________ ____________________________
- مساعدة المحتاجين من أهم الدروس وأصعبها، شراء لعبة مثلا، مفهوم سهل استيعابه بالنسبة للأطفال، لأنهم سيرون ثمن ما دفعوه نقدياً أمامهم. لكن العطاء من أجل قضية إنسانية، لن يعطي الطفل نتيجة فورية مرئية، وهذا من الصعب على الأطفال استيعابه، ولكن من الضروري عرض أهمية العطاء، ورد الجميل للمجتمع في عمر صغير، لإرساء عادات تستمر كل العمر.